عندما ننظر إلى بيوتنا فنجد أن المشاكل داخل البيوت لا حصر لها ولا ينجو بيت من هذه المشاكل وعندما يستبد كل زوج برأيه كن على يقين أن الحياة ستكون مستحيلة بينهما وأن الطلاق نتيجة حتمية لا مفر منه ويكون هناك ضحية أساسية وهى الأبناء وهذا الأمر يجعل كلاً منهما يتخذ القرار الأصعب فى حياته هل سيستمر فى حياته من أجل الأبناء أم يكون الإنفصال هو الحل .
نرى أن هذا النوع من الأزواج لا يصل إلى اتخاذ هذا القرار إلا بعد أن يصطدم بنوع من المشكلات يكون سببه في الأصل عدم الاختيار السليم ، وعدم التكافؤ على المستوى الاجتماعي والثقافي وعلى مستوى التفاهم وتصور الحياة والطموح، يأتى بعد ذلك مشكلة ترك الأبناء تُشردهم الأحوال والظروف، فيوافقا على الاستمرار من أجلهم، محاولين إظهار قدر من التوافق والاحترام أمامهم.
إذا استطاعت الأسرة احتضان الطفل وعدم تركه فريسة لهمومه وأحزانه والعمل الدائب لتعويضه عن الحب الذي فقده ، فإنها تكون بذلك قد أهلته للقيام بدوره في الحياة ، وجنبته ردود الأفعال التي يترتب عليها مشكلات قد تهدم مستقبله .
ومهما تكن المشكلات التي تترتب على انفصال الزوجين كبيرة ومعقدة إلا أن الانفصال ليس في جميع الحالات سيئاً ، بحيث أن الأطفال يقتدون بآبائهم في أفعالهم وأقوالهم.
هذا الأمر له بعض الآثار السلبية على الأبناء ، خاصة عندما يكون الزوجان غير متفاهمين ، وليسا على قدر من المسئولية ، ومن هذه السلبيات ما يقوم به أحد الزوجين من تنفيث لغضبه وعدم رضاه عن الحياة مع الطرف الآخر في الأولاد، فيكون دائم الصراخ والعصبية ، ويتعمد إصدار الأوامر باستمرار والضغط على الأولاد أثناء أي توجيهات، هذا الأمر يجعل الأمور دائماً مضاعفه على الأبناء ويضخم من الحِمل النفسي عليهم، فينتج عن ذلك فقدان الأمان الاجتماعي الذي يجعل الأبناء مشتتين ، ويصبح الأولاد متناقضين بسبب فقدانهم للمرجعية أو القدوة.
فنجد الأبناء لا يخرجون من هذا الأمر مع مرور الوقت إلا بفقدان الثقة فيمن حولهم، بالإضافة للقلق المرضي ومعظم أمراض الخوف ، كما يصابون ببعض التفاعلات الهيستيرية والوسواس القهري والشعور بالذنب ؛ حيث يشعر كل منهم أنه سبب مباشر في أن يعيش أبوه وأمه حياة لم يكن راضيا عنها.