أنا أريد أن أسأل عن الأبراج
أنا أعلم أنها حرام ولا يجوز التكلم
بها ولكن منذ فترة سمعت أنه يجوز أن نأخذ من الأبراج الصفات فقط يعني مثلا
أن صاحب برج الحوت صفاته كذا وكذا وما إلى ذلك.
أريد منكم جوابا شافيا وجزاكم الله كل خير؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالقول
بجواز أخذ الصفات المبنية على تاريخ مولد كل إنسان بتحديد البرج الذي
ينتمي إليه قول بلا علم، ومن الأقوال الخاطئة، فهذه الصفات المأخوذة من
الأبراج متفرعة عن علم التنجيم وهو نوع من الكهانة المحرمة التي فيها ادعاء
لعلم الغيب والقول على الله بغير علم، وليست مبنية على علم أو عادة أو
استقراء حتى يقال بجوازها، وعليه فلا يجوز النظر فيها أو تصديقها.
جاء
في كلام اللجنة العلمية للإفتاء في السعودية: (أبراج الحظ) يحرم نشرها
والنظر فيها وترويجها بين الناس، ولا يجوز تصديقهم، بل هو من شعب الكفر
والقدح في التوحيد، والواجب الحذر من ذلك، والتواصي بتركه، والاعتماد على
الله سبحانه وتعالى، والتوكل عليه في كل الأمور.انتهى من فتاوى اللجنة
الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
وقال الشيخ عطية صقر رحمه الله من
كبار علماء الأزهر عن هذه الأبراج وما ينشر فيها: وقد حذر النبي من
التصديق والتشجيع لهذه الوسائل الكاذبة لمعرفة المستقبل.
وتقدم الكلام كثيرا عن ذلك في عنوان "علم الغيب ".
وفى الحديث الذي رواه مسلم: من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه لم تُقبل له صلاة أربعين يوما.
والعراف
كما قال البغوي: هو الذي يدَّعي معرفة الأمور بمقدمات وأسباب يستدل بها
على مواقعها، وقيل: هو الكاهن الذي يخبر عن بعض المضمرات فيصيب بعضها ويخطئ
أكثرها ويزعم أن الجن تخبره بذلك.
وقد جاء في الكاهن حديث: من أتى كاهنا فصدقه بما قال فقد كفر بما أُنزل على محمد. رواه البزار بإسناد جيد قوي.
والذي أنزل على محمد هو حصر علم الغيب في الله تعالى.
وما
ينشر في الصحف من الطوالع وحظوظ أصحابها يطلق عليه اسم التنجيم، وجاء فيه
حديث أبى داود وابن ماجه وغيرهما: من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من
السحر، زاد ما زاد.
قال الحافظ: والمنهي عنه من علم النجوم ما يدعيه
أهلها من معرفة الحوادث الآتية في مستقبل الزمن كمجيء المطر وهبوب الريح
وتغير الأسعار ونحو ذلك، ويزعمون أنهم يدركون ذلك بسير الكواكب واقترانها
وافتراقها وظهورها في بعض الأزمان، وهذا علم استأثر الله به، لا يعلمه أحد
غيره، فأما ما يدرك من طريق المشاهدة من علم النجوم والذي يعرف به الزوال
وجهة القبلة وكم مضى من الليل والنهار وكم بقى فإنه غير داخل في النهى.
قال
العلماء: من صدَّق هذه الطوالع واعتقد أنها تضر وتنفع بدون إذن الله، أو
أن غير الله يعلم الغيب فهو كافر. ومن آمن بأنها ظنية ولم يعتقد أنها تضر
وتنفع فهو مؤمن عاص ينقص ذلك من حسناته.
وفى ذلك يقول الحديث الذي
رواه الطبراني: من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد برئ مما أُنزل على محمد،
ومن أتاه غير مصدق له لم تُقبل له صلاه أربعين ليلة.
والمداومة على قراءه هذه الطوالع قد تجر إلى أنها اطلاع حقيقي على الغيب الخاص بالله تعالى، وهو حرام. اهـ من فتاوى الأزهر.
وراجع الفتوى رقم: 33856 وفيها بيان أن أبراج الحظ من الكهانة.
والله أعلم.
*****
نص الفتوي رقم 33856
السلام
عليكم إخوتي في الله وبارك الله فيكم أنا عندي سؤال وهو بخصوص عم لي ويأتي
دائما إلى داري لكي يقرأ عن الأبراج من خلال موقع على الإنترنت، مع العلم
بأنه أعاذنا الله وإياكم يؤمن بتلك الأشياء، لقد حاولت أن أقنعه بأن ذلك لا
يجوز ولكن دون جدوى، فما العمل معه وهل أغض البصر عن ذلك وأدعه يشرك بالله
في بيتي، أو أمنعه، مع العلم بأنه قد يغضب مني إن فعلت ذلك، أفيدوني؟
جزاكم الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن
هذه الأبراج التي تنتشر في بعض المجلات وتزعم أنها تخبر عن حظ الإنسان
وغير ذلك، هي من الكهانة فلا يجوز للمسلم أن يقرأها أو يصدقها.
لما روى
الإمام أحمد في المسند والحاكم بسند صحيح عن أبي هريرة أن رسول الله قال:
من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد.
فإن
تصديق هذه الأبراج كفر بما أنزل على النبي ، وقد قال الله تعالى: قُلْ لا
يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ
وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ [النمل:65].
والقراءة فيها بدون
تصديق هي من باب سؤال الكهنة والعرافين، وقد روى مسلم في صحيحه عن بعض
أمهات المؤمنين أن النبي قال: من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة
أربعين ليلة.
فالواجب عليك نصحه ونهيه عن ذلك، فإذا لم ينتصح فالواجب
عليك منعه من ذلك، ومن التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه
الناس.
******
التنجيم ومطالعة الأبراج يهدم التوحيد
إن
النصوص السابقة أيها الإخوة تتعرض اليوم لمصادماتٍ صريحة في الوسائل
المرئية والمسموعة والمقروءة، تهدم عقائد المسلمين، وتزلزل أركان التوحيد
في نفوسهم بجميع أنواع الشرك والكفر بالله عز وجل. ومنها أيها الإخوة ما
سنتكلم عنه، وأرجو ألا تستغربوا من هذا الموضوع الذي انتقيته لأتكلم عنه
الآن، فإني قد سمعت كثيراً وبلغتني أشياء عظيمة من تصديق الناس بهذه
الأشياء، هذه الأمور التي تسللت إلى حياتنا ونفوسنا حتى صدَّق بها كبار
القوم وصغارهم، أغنياؤهم وفقراؤهم، إنها مسألة التنجيم، ومعرفة ومطالعة
الأبراج التي تخصَّص لها الزوايا والصفحات في الجرائد والمجلات. الأبراج
أيها الإخوة، التي يدعي من كتبها علم الغيب، ويصدق من يقرأها، ماذا سيحصل؟!
ما كتب الكاهن والعراف في تلك الزوايا المتكاثرة يوماً بعد يوم، وشهراً
بعد شهر، وسنةً بعد سنة، تغزو عقولنا وأنفسنا وقلوبنا بعد أن غزت جرائدنا
ومجلاتنا. عن معاوية بن الحكم قال: قلت: يا رسول الله، أمورٌ كنا نصنعها في
الجاهلية، كنا نأتي الكُهَّان -نأتي الكاهن ونسأل- قال: (فلا تأتوا
الكُهَّان، قال: قلت: كنا نتطير، قال: ذلك شيءٌ يجده أحدكم في نفسه، فلا
يصدكم ...) الحديث رواه الإمام مسلم . وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي
-موضحاً خطورة إتيان الكاهن أو العراف وسؤاله- يقول: (من أتى عرافاً أو
كاهناً فصدقه بما يقول؛ فقد كفر بما أنزل على محمد) والذي أنزل على محمد هو
القرآن والسنة، والذي يصدق بهذه التنجيمات والتخرصات، وهذه الأشياء التي
تُكتب في الصحف والمجلات، في الأبراج فقد كفر بما أنزل على محمد. ويقول
رسول الله في الحديث الصحيح الآخَر مبيناً الخطورة الزائدة: في صحيح مسلم
عن بعض أزواج النبي وهي: حفصة كما قال أصحاب طرق الحديث أنه قال: (مَن أتى
عرافاً، فسأله عن شيءٍ، فصدقه بما يقول، لم تُقْبَل له صلاة أربعين يوماً)
لا تُقبل له صلاة. إذاً: أيها الإخوة! يكفر بما أنزل على محمد، ولا تُقْبَل
له صلاةٌ أربعين يوماً وليلة، وهذا لا يعني أنه يترك الصلاة، بل إنه يصلي
ومع ذلك لا يأخذ حسنة واحدة على صلاته، وإذا كانت هذه هي حال السائل الذي
يسأل الكاهن والعراف! فما حال المسئول: الكاهن والعراف نفسه؟! كيف يكون
حاله؟! والعراف أيها الإخوة كما قال علماؤنا: الذي يدعي معرفة الأمور
بمقدماتٍ يستدل بها. وقال شيخ الإسلام : إن العراف اسمٌ للكاهن، والمنجم،
والرمال، ونحوهم ممن يتكلم في معرفة الأمور بهذه الطرق، كالحازر الذي يدعي
علم الغيب أو الكشف، قال: والمنجم يدخل في اسم العراف. والمنجم يدخل في اسم
الكاهن أيضاً عند الخطابي وغيره من العلماء. وقال أبو السعادات رحمه الله:
العراف والمنجم والحازر: الذي يدعي علم الغيب، وقد استأثر الله به، قال:
في الدين الخالص. والمقصود من هذا كله: مَن يدعي معرفة شيءٍ من المغيَّبات
فهو: إما داخلٌ في اسم الكاهن، أو مشاركٌ له في المعنى، فيُلحق به.
والله أعلم
حياكم الله وجزاكم خيرا على المرور
قال
أبو جعفر الطحاوي: "ونحب أصحاب رسول الله ، ولا نفرط في حب أحد منهم، ولا
نتبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم إلا بخير، وحبهم
دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان