موسوعة شعراء الجاهلية


 
الرئيسيةالترحيب بالاعضاأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر
 استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
معلومات العضو
المدير

المدير



معلومات إضافية
عدد المساهمات : 49
نقاط : 4755
تاريخ التسجيل : 02/03/2012
معلومات الاتصال
مُساهمةموضوع: موسوعة شعراء الجاهلية   موسوعة شعراء الجاهلية Clock13الثلاثاء مايو 01, 2012 8:31 am



بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يظل الشعر الجاهلي ثرياً، لا يمكن أنْ تحيط به دراسة، أو أن يلم بمعضلاته
كتاب، ولقد تتابعت على دراسته مناهج متعددة، ابتداءً من المنهج التاريخي
وانتهاءً بالمنهج البنيوي، ولقد أسهمت هذه المناهج في إضاءة جوانب غامضة
منه، ولاتزال جوانب أخرى بها حاجة إلى الدرس والتحليل .

وينطوي الشعر الجاهلي على معضلات تعترض القاريء ، إذ يلتقي بنصوص أدبية،
فيها قدر من الصعوبة والغموض، وتشتمل على قدر من الخصائص الفنية والجمالية
التي لها أهميتها وقيمتها، وكان المنهج التاريخي هو المهيمن على أغلب
الدراسات ، وكانت الدراسة تتجه نحو المؤثرات التي أسهمت في إبداع النص
الأدبي، وليست دراسة للنص الأدبي ذاته.
و قدا حاولت في هذا الموضوع ان اذكر اهم شعراءنا الجاهليين.


فبسم الله أبدأ:

-1أوس بن حجر
95 - 2 ق. هـ / 530 - 620 م
أوس بن حجر بن مالك التميمي أبو شريح.
شاعر تميم في الجاهلية، أو من كبار شعرائها، أبوه حجر هو زوج أم زهير بن
أبي سلمى، كان كثير الأسفار، وأكثر إقامته عند عمرو بن هند في الحيرة. عمّر
طويلاً ولم يدرك الإسلام. بينما يرى آخرون أن وفاته كانت أول ظهور
الإسلام. جعله ابن سلام في الطبقة الثانية من شعراء الجاهلية واعتذر عن ذلك
بقوله: ¸وأوس نظير الأربعة المتقدمين ـ يعني في الطبقة الأولى ـ إلا أنا
اقتصرنا في الطبقات على أربعة رهط•.
في شعره حكمة ورقة، وكانت تميم تقدمه على سائر الشعراء العرب. وكان غزلاً مغرماً بالنساء.

صبوتَ وهل تصبُو ورأسكَ أشيبُ وَفَاتَتْكَ بِالرَّهْنِ المُرَامِقِ زَينَبُ
وغيرَها عنْ وصلها الشيبُ إنهُ شَفيعٌ إلى بِيضِ الخُدورِ مُدَرّبُ

وقال أبو عمرو بن العلاء: ¸كان أوس فحل مضر، حتى نشأ النابغة وزهير
فأخملاه• وفي رواية عن الأصمعي: ¸كان أوس بن حجر فحل الشعراء؛ فلما نشأ
النابغة طأطأ منه•. ويقال إنه تزوج أمَّ الشاعر زهير بن أبي سلمى، فأضحى
زهير راوية له، وكان زهير يتوكأ على شعره.
وأوس شاعر تميم في الجاهلية غير منازع، وقد جعله بعض النقاد القدامى أشعر
العرب، وشعره كثير الوصف لمكارم الأخلاق، وهو من أوصف الشعراء للحُمر
والسلاح، ولاسيما القوس، وهو شاعرغزل مغرم بالنساء، وله سبق إلى معانٍ
دقيقة وأمثالٍ كثيرة. ومن أجود ابتداءاته في المراثي قوله:
أيتها النفس أجملي جزعًا إن الذي تحذرين قد وقعا

ومن مأثور قوله في هذه المرثية أبياته

إن الذي جمع السماحة والنجدة والحزمَ والقُوى جمعا
أوْدَى وهل تنفع الإشاحة من شيء لمن قد يحاول النزعا
الألْمعيُّ الذي يَظُنُّ بك الظنَّ كأنْ قد رأى وقد سمعا
المُخْلِفُ المُتْلِفُ المُرَزَّأ لم يمتنع بضعف ولم يَمتْ طبعا

قال الأصمعي: هذا أحسن ابتداء وقع للعرب. وكان كثير الرحلة، وأكثر إقامته
عند عمرو بن هند ملك الحيرة. وقد جعل بعض الباحثين أوس بن حجر رأس مدرسة
عبيد الشعر؛ وهم الشعراء الذين يعنون بتقويم أشعارهم وتنقيحها، ويعيدون
النظر فيها مرة بعد أخرى حتى تستقيم على نحو يرضونه.
ومن أبياته السيارة قوله:
ولست بخابئ أبدًا طعامًا حذارَ غدٍ لكلِّ غدٍ طعام

ومن مأثورِ شعره رثاؤه لفضالة بن كَلَدة. يقول
أبا دُليَجْة من يكفي العشيرة إذ أمسوا من الخطب في نار وبلْبَالِ
أم من يكون خطيبَ القوم إذ حفلوا لدى الملوك ذوي أيْدٍ وأفضال
ولأوس ديوان مطبوع.






2- الأَعْــشَى
؟ - 7هـ، ؟ - 629م
ميمون بن قيس ابن جندل بن شراحيل؛ المعروف بأعشى قيس، ويقال له أعشى بكر بن وائل والأعشى الكبير.
من شعراء الطبقة الأولى في الجاهلية وأحد أصحاب المعلقات. وينتهي نسبه إلى
ضُبَيْعَة بن قيس بن ثعلبة أحد الفروع التي تفرعت إليها قبيلة بكر. وكانت
بكر تنزل في المنطقة الشرقية من الجزيرة العربية على امتداد ما بين وادي
الفرات واليمامة في الجنوب الشرقي من نجد، وكانت قيس تنزل في إقليم
اليمامة.
لُقِّب بالأعشى لضعف بصره ويكنى أبا بصير وعمي في أواخر عمره. وسُمّىَ
صناجة العرب؛ لأنه كان يتغنى بشعره. وأمه بنت علس أخت المسيب بن علس
الشاعر، وعنه حمل الشعر الأعشى إذ كان راويته.
عاش الأعشى في أواخر العصر الجاهلي وولد بقرية باليمامة يقال لها منفوحة
(أصبحت إحدى ضواحي مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية). وقد أدرك
الإسلام، ولكنه لم يُسْلم، وتروى له قصيدة في مدح الرسول ، تناولها عدد من
الدارسين المحدثين بالنقد، وساقوا أدلة تثبت انتحالها عليه. وتشير أخباره
في المصادر العربية وقصائده في الديوان إلى أنه كان كثير التنقل والأسفار،
وأن تطوافه في أنحاء الجزيرة كان الهدف منه مدح السادة والأشراف؛ فقد مدح
طائفة من أشراف العرب في نجد والحجاز، وأطراف اليمن، وفي الحيرة وبادية
الشام. ولهذا حط من قدر نفسه بالتكسب بشعره. وإن كان هذا هو رأي القدماء
فيه؛ فإن الدارسين المحدثين يعدّونه أهم شاعر حوّل المدح في الشعر الجاهلي
إلى احتراف خالص من أجل التكسب والعيش
قال البغدادي: كان يفد على الملوك ولا سيما ملوك فارس فكثرت الألفاظ الفارسية في شعره
وهناك بعض العناصر النصرانية تسرّبت إلى شعره بسبب تطوافه الواسع في أرجاء
الجزيرة العربية وماحولها، وتردده على البيئات النصرانية في اليمن والشام
والحيرة. والأعشى كما يبدو من سيرته كان أسير شهواته ومصالحه الخاصة. ولذا
كانت مدائحه وأهاجيه تُوظَّف لخدمة مصالحه. أما شعره فيبين أنه كان صاحب
لهو وعبث؛ وصف الخمر شغفًا بها فأحسن وصفها. كما شغل وقته بمتابعة الجواري
والقيان، وأكثر من وصفهن في شعره، ولذا كانت خلاعته ومجونه صورة أخرى لحياة
امرئ القيس. على أن الأعشى كان من الشعراء المقدَّمين في الجاهلية؛ يمتاز
بطول قصائده، وتصرفه في معظم فنون الشعر. وضعه ابن سلام مع شعراء الطبقة
الأولى إلى جانب امرئ القيس وزهير والنابغة. وهو عند أبي عبيدة رابع
الشعراء المقدمين، ومن قدّمه احتج له بقوله .
هو أكثرهم عروضًا، وأذهبهم في فنون الشعر، وأكثرهم مدحًا وهجاء وفخرًا ووصفًا، كل ذلك عنده.
وهناك أقوال كثيرة أظهرت منزلة الشاعر عند الرواة والشعراء الأقدمين. وعند
مقارنته بشعراء عصره يلاحظ على شعره سهولة ألفاظه. ويعزى ذلك لرحلاته
وتطوافه، واختلاطه بمراكز الحضارة في عصره.
وأشـهر شعـره معلقـته التي مطلعهـا:
ودِّع هــريــرة إن الركــب مـرتحل وهل تطيق وداعاً أيــها الرجــل
وفيها يصف صاحبته بقوله:
هِــــرْكَـــوْلَةٌ فُــنُقٌ دُرْمٌ مــــرافِقُها كأنَّ أخـمصها بالشـوك مُــنْتَعِل
إذا تـقوم يضـــوع المِسْكُ أصَـــوْرة والزَّنْبَقُ الورْدُ من أردانها خَــضِلُ
ماروضــةٌ من رياض الحَــزْنِ مُـعْشِبَةٌ خـضراءُ جـاد عليها مُسْبِلٌ هَــطِلُ
يضاحك الشمس منها كوكب شَرِق مــــؤزرٌ بعـمـيم النبت مُـــكْتَـهِلُ
يومًا بأطيَــبَ منــها نــــشر رائـــحةٍ ولا بأحـسن منها إذ دنا الأصــلُ

عاش عمراً طويلاً وأدرك الإسلام ولم يسلم، مولده ووفاته في قرية (منفوحة) باليمامة قرب مدينة الرياض وفيها داره وبها قبره.





3 - طَرَفَة بن العَبد
86 - 60 ق. هـ / 539 - 564 م
طرفة بن العبد بن سفيان بن سعد، أبو عمرو، البكري الوائلي، ينتهي نسبه إلى
قيس بن ثعلبة أحد فروع قبائل بكر بن وائل، . شاعر جاهلي من الطبقة الأولى و
من شعراء المعلقات. كان قومه يعيشون في البحرين على الخليج العربي، ولد في
بادية البحرين وتنقل في بقاع نجد، وطرفة لقبه الذي به اشتهر. كان هجاءاً
غير فاحش القول، تفيض الحكمة على لسانه في أكثر شعره.
وينحدر طرفة من أسرة شِعْر فأبوه أخ للمرقِِّّش الأصغر، وابن أخ للمرقش
الأكبر. أما أمه فهي وردة بنت قتادة، أخت الشاعر المتلمِّس، وله من أمه أخت
شاعرة هي الخرْنق بنت بدر من بني ضُبيعة. وكان لطرفة أخ شقيق اسمه مَعْبد
وابن عم اسمه مالك، ولم تكن صلته بهما حسنة. تُوفي أبوه وهو صغير، وعانى
طرفة مع أمه من ظلم أعمامه، فقد منعوهما نصيبهما من إرث أبيه، فكان لذلك
أثر شديد في نفسه ظهر بوضوح في شعره.
واختُلف في كنيته، أهي أبو عمرو أم أبو إسحاق أم أبوسعد. وكان أحدث الشعراء
سنًا وأقلهم عمرًا، فقد قتل وهو ابن عشرين سنة، لذا يقال له: ابن العشرين.
ويقال إنه توفي عن ست وعشرين سنة. فقد قتل في عهد عمرو بن هند الذي تولّى
مُلك الحيرة من سنة 554 إلى سنة 568م. ويجمع المؤرخون على أن طرفة قد اتصل
بالملك عمرو بن هند فجعله في ندمائه، ثم أرسله بكتاب إلى المكعبر عامله على
البحرين وعُمان يأمره فيه بقتله، لأبيات بلغ الملك أن طرفة هجاه بها،
فقتله المكعبر شاباً،
ويعللون ذلك بأسباب مختلفة. ويُستفاد من شعره أن قومه قد أنكروا عليه
إسرافه في اللهو وإتلافه الطارف والتليد من أمواله وأموال أقاربه على
شهواته وملذاته، فتجنبته العشيرة وقاطعته، ولكنه لم يحفل بذلك، وأخذ يتنقل
في أحياء العرب لا أنيس له سوى ناقته التي أطنب في وصفها على نحو لم يُسبَق
إليه في الشعر العربي، كما ورد في معلقته التي مطلعها
لخولةَ أطلالٌ بِبُرْقَةِ ثَهْمَدِ تلوح كباقي الوشْم في ظاهر اليدِ
عدولية ٌ أو من سفين ابن يامنٍ يجورُ بها المَّلاح طوراًويهتدي
وتقول الأبيات التي وصف فيها ناقته
لها مِرْفقان أفتلان كأنها تَمُرّ بسَلْمىْ دالج مُتَشَدِّدِ
كقنْطرة الرُّوميّ أقسم ربُّها لتُكْتَنَفَنْ حتىّ تُشادَ بقرْمَد
صُهابيةُ العُثْنُونِ موجَدة القَرَا بعيدةُ وخذ الرّجْل مَوَّارةُ اليَدِ
كما يتحدث في معلقته عن فلسفته في الحياة ومنهجه في العيش فيقول
ومازال تشرابي الخمور ولذَّتي وبيعي وإنْفاقي طريفي ومُتْلَدي
إلى أنْ تحامتني العشيرة كُلهّا وأفْردْتُ إفرادَ البعير المعُبد
رأيت بني غبراء لاينكروُنني ولا أهل هذاك الطراف المُمدد
فإن كنت لا تَسْطِيع دفعَ مَنِيَّتي فدَعْني أبادرْها بما ملكت يدي
وأما البيتان الأخيران من المعلقة فقد صارا مضرب المثل
ستُبدي لك الأيامُ ماكنت جاهلاً ويأتيك بالأخبار من لم تُزَوِّدِ
ويأتيك بالأخبار من لم تَبعْ له بَتَاتًا ولم تضِربْ له وقْتَ موعدِ
ويُعَدُّ طرفة، على حداثة سنه وقلة شعره، من كبار شعراء العصر الجاهلي، فقد
تبوأ منزلة عالية في عالم الشعر نوّه بها القدماء، وأشادوا بصاحبها. وقد
صنَّفه ابن سلام مع شعراء الطبقة الرابعة من فحول الجاهليين؛ مع عبيد بن
الأبرص، وعلقمة بن عَبَدَة، وعدي بن زيد. ثم أكد أن موضعهم مع الأوائل
وإنما أخل بهم قلة شعرهم بأيدي الرواة.






4- المهلهل بن ربيعة
? - 100ق. هـ / ? - 521 م
عدي بن ربيعة بن مرّة بن هبيرة من بني جشم، من تغلب، أبو ليلى، المهلهل، من
شعراء الجاهلية، من أهل نجد. وهو خال امرئ القيس الشاعر قيل: لقب مهلهلاً،
لأنه أول من هلهل نسج الشعر، أي رققه. وهو أخو كُليب وائل الذي اندلعت
بمقتله حرب بكر وتغلب. وكان كليب بن ربيعة أخًا للمهلهل، وأكبر منه سنًا،
قاد قبيلة معد كلها يوم خُزاز فقضى على جموع اليمن وهزمهم، فاجتمعت عليه
معدّ وجعلت له قَسم الملك وتاجه، وتحيته وطاعته، واستمر على ذلك حينًا من
دهره، ثم دخله زهو شديد فبغى على قومه، حتى قالت العرب: "أعز من كليب
وائل". نشبت بسبب مقتله حرب البسوس بين قبيلتي بكر وتغلب في أواخر القرن
الخامس الميلادي. ويذكر الرواة أنها دامت أربعين سنة.

ويُرْوَى في سبب هذه الحرب أنّ البسوس بنت منقذ التميمية، خالة جساس بن مرة
بن ذهل بن شيبان البكري كانت نازلة في جواره، وكانت لها ناقة يقال لها
سَراب. فمرت إبل لكليب وائل بسراب وهي معقولة بفناء البسوس، فلما رأت سراب
الإبل خلخلت عقالها وتبعت إبل كليب واختلطت بها، حتى انتهت إلى كليب، فلما
رآها كليب أنكرها ورماها بسهم في ضرعها، فنفرت سراب وولّت حتى بركت بفناء
صاحبتها، وضرعها ينزف دمًا ولبنًا، فبرزت البسوس صارخة، يدها على رأسها
تصيح واذلاّه؟ وأنشأت تقول

لعمري، لو أصبحت في دار منقذ لما ضيم سعد وهو جار لأبياتي
ولكنني أصبحت في دار غربة متى يَعْدُ فيها الذئب يعدُ على شاتي
فياسعد لا تُغْرَرْ بنفسك وارتحل فإنك في قوم عن الجار أموات
فلما سمع جساس صوتها أْسْكتها وقال : والله ليُقتلن غدًا جمل عظيم أعظم عقرًا من ناقتك.

غضب جساس لغضب خالته البسوس وثارت ثائرته، فانطلق إلى كليب فقتله. وكان
مقتل كليب الشرارة التي أشعلت نيران هذه الحرب الضارية. تقول العرب ¸أشأم
من سراب• و ¸أشأم من البسوس.
وكان المهلهل بطل هذه الحرب، اجتمعت إليه وجوه قومه بعد مقتل أخيه، وأصبح
رئيس تغلب. فنهض يطلب الثأر من قتلة أخيه بعد أن كان في حياة أخيه منصرفًا
إلى متعه وملذاته، وكان كليب يسميه زير النساء، وإلى ذلك يشير المهلهل في
قوله
فلو نُبِشَ المقابر عن كليب فيْخبِرُ بالذنائب أي زير
والذنائب يوم من أعظم أيامهم، انتصرت فيه تغلب بقيادة زعيمها المهلهل على أعدائهم البكريين وقتلوا منهم أعدادًا كبيرة.
قاد المهلهل قبيلة تغلب من نصر إلى نصر. ثم بدأ ميزان الحرب يتحول لصالح
قبائل بكر. وذلك حين دخل الحارث ابن عباد ـ سيد قبائل بكر كلها ـ الحرب،
وكان قد اعتزلها منذ بدايتها. إلا أن قتل مهلهل لابنه بجير دفعه لدخول
الحرب والمطالبة بثأر قبيلته. وقد أوقع بتغلب في يوم قِضَة (وهو يوم تحلاق
اللِّمم) وفيه أسر الحارث مهلهلاً وهو لا يعرفه ثم أطلق سراحه وقال فيه

لهف نفسي على عدي ولم أعرف عديًا إذْ أمكنتني اليدان
واختلف الرواة حول نهاية المهلهل، فمن قائل إنه مات، ومن قائل إنه قتل. ويقال إن وفاته كانت في أوائل القرن السادس الميلادي.

وأكثر الرواة يجمعون على أنه لُقِّب بالمهلهل لأنه هلهل الشعر يعني سلسل
بناءه، كما يقال ثوب مهلهل، إذا كان خفيفًا، أو لأنه أول من رقق الشعر
وتجنب الكلام الغريب والحوشي، وهو خال امرئ القيس بن حُجْر الكندي، وجدّ
عمرو بن كلثوم الشاعر لأمه. وقد أشار الفرزدق في قصيدة له إلى أشهر شعراء
الجاهلية فقال عن المهلهل
"ومهلهل الشعراء ذاك الأول"
والمهلهل أهم شاعر ظهر في حرب البسوس. وشعره يعد وثيقة تاريخية لهذه الحرب،
وهو بإجماع الرواة أول من قصّد القصائد، وذكر الوقائع، وكانت القصيدة
العربية قبله أبياتًا مفردة أو مقطوعات قصيرة. ذكره ابن سلام في طبقاته
فقال عنه: ¸وزعمت العرب أنه كان يدعي في شعره، ويتكثر في قوله بأكثر من
فعله•.
وأغلب شعره في المصادر يغلب عليه التهديد والوعيد، وهو في قصائده ومقطوعاته
يعبِّر عن إحساسه بوقع فجيعته. فقد ألحّ عليه الحزن، فبالغ في تهديد بني
بكر. وشعره يعكس ماتفيض به نفسه من مشاعر الحقد والغيظ والرغبة في
الانتقام.
ومن أبياته الشهيرة التي قالها في رثاء أخيه كُليب:
نُبئتُ أن النار بعدك أوُقدت واستَبَّ بعدك يا كليب المجلسُ
وتكلموا في أمرِ كل عظيمة لو كنت شاهدهم بها لم يَنْبِسُوا
ثم يقول في قصيدة أخرى
دعوتك يا كليب فلم تجبني وكيف يجيبني البلد القفار
أجبني يا كليب خلاك ذمٌ لقد فُجِعَتْ بفارسها نزار
وكان من أصبح الناس وجهاً ومن أفصحهم لساناً. عكف في صباه على اللهو والتشبيب بالنساء، فسماه أخوه كليب (زير النساء) أي جليسهن.

5 - عُروة بن الوَرد
? - 30 ق. هـ / ? - 593 م

عروة بن الورد بن زيد العبسي، من غطفان. من شعراء الجاهلية وفرسانها
وأجوادها. كان أشهر صعاليك العرب قبل الإسلام؛ ذلك لأنه تميَّز عنهم بنبله
وروحه الإنسانية العالية. وقد سُمِّي عُرْوَة الصعاليك لأنه كان يجمع
الفقراء فيعطيهم مما يغنمه. قال عبد الملك بن مروان: "من زعم أن حاتمًا
أكرم الناس فقد ظلم عروة بن الورد".
ظلَّ عُرْوة مقيمًا في قبيلته بني عَبْس، فهو لم يكن من أولئك الصعاليك
الذين خلعتهم العشيرة، وكان عروة كبيرًا في عبس ومشهورًا بين العرب شاعرًا
وفارسًا كبيرًا، تُروَى عنه أخبارٌ كثيرة حول عنايته بفقراء عَبْس
وضعفائها. ومن أشهر صنائعه أنه إذا أصابت الناس سنةٌ شديدة وتركوا في دارهم
المريض والكبير والضعيف جمع عروة هؤلاء وحنا عليهم وأكرمهم ثم خرج بمن قوي
منهم في غارة وجعل للباقين نصيبًا منها. فإذا أخصب الناس وذهبت السنة
ألْحَق كلاًّ منهم بأهله بعد أن يَقْسِم له نصيبه.
ومما اشتهر به عروة أنه لم يكن يغير على الكُرماء والنُّبلاء الذين
يتعاطفون مع الناس بل كانت غاراته باتجاه اللئام ممن عُرفوا بالشُّـحِّ
والبُخْل. ولذلك كله تصبح الصعلكة عنده ضربًا من ضروب النُّـبْـل الخُلُقي
وصنوا للفروسية.
طُبع ديوان عروة مرارًا في الجزائر والقاهرة وبيروت. وهو من شعراء العرب
المعدودين. يُروَى أن الحُطَـيْـئة قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: "كنا
نُقْدم إقدام عنترة ونأتمُّ بشعر عروة بن الورد". واختار له أبوتمام ست قطع
في كتابه الحماسة. ويَروي أهل الأخبار أن عبدالملك بن مروان كان يقول:
مايسرُّني أنَّ أحدًا من العرب ولدني، ممن لم يلدني، إلا عروة بن الورد
لقوله
وإنّي امرُؤ عافي إنائِي شِرْكةٌ وأنت امرؤٌ عافِي إنائِكَ واحدُ
أتهزأُ مني أن سمنتَ وأن تَرى بوجهي شحوبَ الحق والحقُّ جاهدُ
أُُقسِّم جسمي في جُسوم كثيرةٍ وأحسو قَراحَ الماءِ والماءُ باردُ
وهذه القطعة تلخِّص شخصية عروة بن الورد شاعرًا وإنسانًا.
شرح ديوانه ابن السكيت.

( أيا راكِباً! إمّا عرَضتَ، فبلّغَنْ)
أيا راكِباً! إمّا عرَضتَ، فبلّغَنْ... بني ناشب عني ومن يتنشب
آكلكم مختار دار يحلها... وتاركُ هُدْمٍ ليس عنها مُذنَّبُ



6 - النابِغَة الذُبياني
? - 18 ق. هـ / ? - 604 م
زياد بن معاوية بن ضباب الذبياني الغطفاني المضري، ينتهي نسبه إلى سعد بن
ذبيان بن بغيض. وأمه عاتكة بنت أنيس من بني أشجع الذبيانيين، فهو ذبياني
أبًا وأمًا، وكان يكنى بأبي أمامة وأبي ثمامة، وله ابنة تُسمى عقرب وربما
كني بها أيضًا. ويلقب بالنابغة وبهذا اللقب عرف واشتهر. واختلف الرواة في
تعليل هذا اللقب، فقالوا: لُقِّب به لقوله: ¸فقد نبغت لنا منهم شؤون•، أو
لأنه لم يقل الشعر حتى صار رجلاً، أو لنبوغه في الشعر وتفوقه فيه.
من أعلام الشعراء الجاهليين أصحاب المعلقات ومطلع معلقته:
يادار مية بالعلياء فالسّند أقوتْ وطال عليها سالف الأمد
والمعلومات حول فترة طفولته وشبابه شحيحة. وقد اكتفى الرواة بالقول: إن
النابغة كان من أشراف ذبيان وبيوتاتهم، وكان معاصرًا لحرب داحس والغبراء
التي دارت رحاها بين قبيلته وقبيلة عبس بين عامي (568 و 608م). ولعله لم
يشهد نهايتها، إذ لم يرد في أشعاره أي شيء يتصل بانتهائها.
والنابغة عند بعض الرواة من الشعراء الأشراف. وفد على النعمان بن المنذر
أمير الحيرة (580 و 602م)، فلزمه ومدحه بكثير من غرِر قصائده. وفي هذه
الفترة حقق النابغة شهرته الأدبية ومكانته الاجتماعية المتميزة، فقد كانت
تضرب له قبة من جلد أحمر بسوق عكاظ فتقصده الشعراء فتعرض عليه أشعارها.
وكان الأعشى وحسان والخنساء ممن يعرض شعره على النابغة.

كان حظياً عند النعمان بن المنذر، حتى شبب في قصيدة له بالمتجردة (زوجة النعمان) فغضب منه

النعمان، ففر النابغة ووفد على الغسانيين بالشام، ونزل بكنف عمرو بن الحارث
الأصغر ملك الغساسنة، فمدحه ومدح أخاه النعمان، ولم يزل مقيمًا مع عمرو
حتى مات، وخلفه النعمان أخوه. ويجمع الرواة على أن النابغة تقرب من
الغساسنة لحماية قبيلته ذبيان وحلفائهم من بني أسد. فقد أوقع الملك الغساني
عمرو بن الحارث ببني ذبيان وحلفائهم وسبى كثيرًا من نسائهم، فتوسّط
النابغة لقومه ونجحت سفارته في ذلك، فعفا الملك عن الأسرى، ورد عليهم
سباياهم.
بعد موت الملك الغساني رغب النابغة في العودة إلى النعمان بن المنذر ملك
الحيرة، فأخذ ينظم فيه القصائد، ويبعثها إليه معتذرًا له. واستطاع النابغة
أن يزيل ما وقر في صدر النعمان من الحقد عليه. وقد اعتبرت هذه القصائد
الاعتذارية من أروع قصائده فنًا وإبداعًا، وأرهفها حسًا وشعورًا، وأكثرها
تصرفًا في الألفاظ والمعاني. ومن أشهرها بائيته التي مطلعها:
أتاني ـ أبيت اللعن ـ أنك لمتني وتلك التي أهتمُّ منها وأنصبُ
رجع النابغة بعد موت النعمان بن المنذر سنة 602م إلى ديار قبيلته وأمضى
فيها بقية حياته. وقد تبوأ النابغة قمة الشعر في عصره؛ فقد أحله النقاد
العرب منزلة رفيعة، فهو يعد من شعراء الطبقة الأولى.
ورأى الأقدمون في شعره رونقًا وجزالة؛ يصدر فيه عن طبع وصدق. أما المحدثون
فقد عدّوه من الشعراء الذين يتميزون بقوة الحس، وأنه كان يتخذ الشعر فنًا
وصناعة، ولا يندفع فيه مع سجيته.

وفي شعر النابغة رقة وفصاحة في اللفظ، وعذوبة وسهولة في التراكيب، وبعد عن
الإغراب. ومع شدة اتصاله بمراكز الحضارة في العراق والشام؛ فإن شعره مع ذلك
ظل شديد الأسر قويّ المتن رصينًا متينًا، حظ الشدة فيه أكثر من حظ اللين.

ومن أجمل صوره الشعرية تلك التي رثى فيها حصن ابن حذيفة موحيًا بالحالة
النفسية وشعور الجزع الذي عرا الناس بموته. فجمال الأبيات في إيحائها الفني
وعمق تصويرها للموقف الشعوري:
يقولون حِصْن، ثم تأبى نفوسُهم وكيف بحصنٍ والجبال جُنُوحُ
ولم تلفظ الموتى القبورُ، ولم تزل نجوم السماء، والأديم صحيحُ
فعمّا قليلٍ، ثم جاء نعيُّه فظل نديّ الحي وهو ينوح
وللنابغة اعتذارية عينية تجري مجرى اعتذاريته البائية، وقد جاء فيها:
أتاني أبيت اللعن أنك لُمتني وتلك التي تَسْتَكُّ منها المسامعُ
ومن أجمل ماورد فيها قوله:
وكفكَفْتُ مني عَبْرةً فرددتُها إلى النَّحرْ منها مُسْتَهِلٌ ودامِعُ
على حين عاتبتُ المشيبَ على الصِِّبا وقلتُ ألمَّا أصْحُ والشيبُ وازعُ
ولكنّ همًّا دون ذلك شاغِلٌ مكان الشِّعاف تبتغيه الأصابعُ
وعْيِدُ أبي قابُوسَ في غير كُنْهِه أتـــاني ودوني راكسٌ فالضَّواجِعُ
فبِتُّ كأنِيّ ساورتني ضئيلةٌ من الرّقشِ في أنيابها السُّمُ ناقِعُ



7 - امرؤ القَيس
130 - 80 ق. هـ / 496 - 544 م
امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي.
شاعر جاهلي، أشهر شعراء العرب على الإطلاق، يماني الأصل، مولده بنجد، كان أبوه ملك أسد وغطفان وأمه أخت المهلهل الشاعر.
قال الشعر وهو غلام، وجعل يشبب ويلهو ويعاشر صعاليك العرب، فبلغ ذلك أباه،
فنهاه عن سيرته فلم ينته، فأبعده إلى حضرموت، موطن أبيه وعشيرته، وهو في
نحو العشرين من عمره.
أقام زهاء خمس سنين، ثم جعل ينتقل مع أصحابه في أحياء العرب، يشرب ويطرب
ويغزو ويلهو، إلى أن ثار بنو أسد على أبيه فقتلوه، فبلغه ذلك وهو جالس
للشراب فقال:
رحم الله أبي! ضيعني صغيراً وحملني دمه كبيراً، لا صحو اليوم ولا سكر غداً،
اليوم خمر وغداً أمر. ونهض من غده فلم يزل حتى ثأر لأبيه من بني أسد، وقال
في ذلك شعراً كثيراً
كانت حكومة فارس ساخطة على بني آكل المرار (آباء امرؤ القيس) فأوعزت إلى
المنذر ملك العراق بطلب امرئ القيس، فطلبه فابتعد وتفرق عنه أنصاره، فطاف
قبائل العرب حتى انتهى إلى السموأل، فأجاره ومكث عنده مدة.
ثم قصد الحارث بن أبي شمر الغساني والي بادية الشام لكي يستعين بالروم على
الفرس فسيره الحارث إلى قيصر الروم يوستينيانس في القسطنطينية فوعده وماطله
ثم ولاه إمارة فلسطين، فرحل إليها، ولما كان بأنقرة ظهرت في جسمه قروح،
فأقام فيها إلى أن مات.
( قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل ( معلقة ) )
قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل بسِقطِ اللِّوى بينَ الدَّخول فحَوْملِ
فتوضح فالمقراة لم يَعفُ رسمهاَ لما نسجتْها من جَنُوب وشمالِ


8 - ثابت بن جابر
? - 85 ق. هـ / ? - 540 م
ثابت بن جابر بن سفيان، أبو زهير، الفهمي.
من مضر، شاعر عدّاء، من فتاك العرب في الجاهلية، كان من أهل تهامة، شعره
فحل، قتل في بلاد هذيل وألقي في غار يقال له رخمان فوجدت جثته فيه بعد
مقتله.

( وَاذْهَبْ صُرَيْمُ كَيْ نَحُلَّنْ بَعْدَهَا )
وَاذْهَبْ صُرَيْمُ كَيْ نَحُلَّنْ بَعْدَهَا صَغْوَا وَحُلَّنْ بِالْجَمِيعِ الْحَوْشَبَا




9 - علَقَمَةِ الفَحل
? - 20 ق. هـ / ? - 603 م
علقمة بن عَبدة بن ناشرة بن قيس، من بني تميم.
شاعر جاهلي من الطبقة الأولى، كان معاصراً لامرئ القيس وله معه مساجلات.
وأسر الحارث ابن أبي شمر الغساني أخاً له اسمه شأس، فشفع به علقمة ومدح الحارث بأبيات فأطلقه.
شرح ديوانه الأعلم الشنتمري، قال في خزانة الأدب: كان له ولد اسمه عليّ يعد من المخضرمين أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يره.

( طَحَا بكَ قَلبٌ في الحِسان طروبُ )
طَحَا بكَ قَلبٌ في الحِسان طروبُ بُعيْد الشَّبابِ عصرَ حانَ مشيبُ
تُكلِّفُني ليلَى وَقد شَطَّ ولْيُها وعادتْ عوادٍ بينَنا وخُطُوبُ



10 - الطُفَيلِ الغَنَوي
? - 13 ق. هـ / ? - 609 م
طُفَيل بن عوف بن كعب، من بني غني، من قيس عيلان.
شاعر جاهلي، فحل، من الشجعان وهو أوصف العرب للخيل وربما سمي (طفيل الخيل) لكثرة وصفه لها.
ويسمى أيضاً (المحبّر) لتحسينه شعره، عاصر النابغة الجعدي وزهير بن أبي سلمى، ومات بعد مقتل هرم بن سنان.
كان معاوية يقول: خلوا لي طفيلاً وقولوا ما شئتم في غيره من الشعراء.

( بالعُفْرِ دَارٌ من جَمِيلَة َ هَيَّجَتْ)
بالعُفْرِ دَارٌ من جَمِيلَة َ هَيَّجَتْ سوالفَ حبَّ في فؤادكَ منصبِ
وَ كنتَ إذا بانتْ بها غربة ُ النوى شَدِيدَ القُوِى ، لَمْ تَدْرِ مَا قَوْلُ مِشْغَبِ





11 - حاتَم الطائي
? - 46 ق. هـ / ? - 577 م
حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس الطائي القحطاني، أبو
عدي،وأمه عتبة بنت عفيف الطائية. من شعراء الجاهلية الفرسان الأجواد.
يُضْرَب بجوده المثل، وهو شجاع مظفر، وإذا سئل وهب. وكان كثيرًا مايتشبه
بصعاليك العرب الفرسان الذين يجودون بما يكسبونه في غزواتهم، وقد أشار إلى
هذا المعنى في بعض أشعاره مثل قوله:
عُنينا زمانًا بالتصعلك والغنى كما الدهر في أيامه العسرُ واليسرُ
كسبنا صروف الدهر لينًا وغلظة وكُلاً سَقاناهُ بكأسيهما الدهرُ
قال أبو عبيدة: أجواد العرب ثلاثة: كعب بن مامة، وحاتم الطائي، وهرم بن
سنان صاحب زهير بن أبي سلمى. وقد رويت حول كرم حاتم وجوده بعض الأخبار
والقصص مبثوثة في كتب الأدب والأخبار حتى صار كرمه مضرب المثل كما ورد في
بيت أبي تمام المشهور:
إقدام عمرو في سماحة حاتم في حلم أحنف في ذكاء إياس
ولحاتم في زوجه ماوية بنت عفزر أشعار، جلها في الجود والسخاء، وماوية من
بنات ملوك اليمن، تزوجها حاتم في وفادة له على الحيرة. ويقال إن ابنه عديّ
بن حاتم من ماوية، ويقال: بل عدي وعبدالله وسفانة من زوجه الأخرى النوار،
وكان عدي قد أسلم وحسن إسلامه، أما حاتم فمات في الجاهلية.
وماوية هي التي يخاطبها بقوله في قصيدة من أشهر أشعاره:
أماويُّ إن المال غاد ورائح ويبقى من المال الأحاديث والذكرُ
أماويُّ إني لا أقول لسائل إذا جاء يوماً حَلَّ في مالنا نزرُ
أماويُّ إما مانعٌ فَمُبينٌ وإما عطاء لاينهنهه الزجْرُ
أماويُّ مايُغني الثراء عن الفتى إذا حشرجت نفسٌ وضاق بها الصدرُ
ويقول في أبيات أخرى مشيرًا إلى ترفعه عن الدنيا:
كريمٌ، لا أبيت الليل، جاد أعدّدُ بالأنامل ماوزيت
إذا مابتّ أشرب فوق ريٍ لسُكْرٍ في الشراب فلا رويتُ
إذا مابتُّ أخْتِلُ عِرْسَ جاري ليُخْفيني الظلام فلا خفيتُ
أأفضَحُ جارتي وأخون جاري معاذ الله أفعل ُ ماحييتُ
وشعر حاتم جيد حسن؛ قال عنه ابن الأعرابي: ¸كان حاتم من شعراء العرب، وكان
جوادًا، يشبه شعره جوده•. وأخبار حاتم كثيرة مُتفرقة في كتب الأدب
والتاريخ، وقد ضاع أكثر شعره، وإن بقي منه ديوان مطبوع، ومات في عوارض (جبل
في بلاد طيء).
و من أهم قصائده
( أبلغ الحارث بن عمرو بأننّي)
أبلغ الحارث بن عمرو بأننّي حافِظُ الوُدّ، مُرْصِدٌ للصّوابِ
ومجيبٌ دعاءه، إن دعاني، عجلاً، واحداً، وذا أصحابِ



12 - عمرو بنِ قُمَيئَة
179 - 85 ق. هـ / 448 - 540 م
عمرو بن قميئة بن ذريح بن سعد بن مالك الثعلبي البكري الوائلي النزاري.
شاعر جاهلي مقدم، نشأ يتيماً وأقام في الحيرة مدة وصحب حجراً أبا امرئ
القيس الشاعر، وخرج مع امرئ القيس في توجهه إلى قيصر فمات في الطريق فكان
يقال له (الضائع).
وهو المراد بقول امرئ القيس
(بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه)، إلى آخر الأبيات.
( خليليَّ لا تستعجلا أَنْ تَزوّدا )
خليليَّ لا تستعجلا أَنْ تَزوّدا وأَمْ تَجْمَعَا شَمْلِي وتَنْتظِراً غَدَاً
فما لَبَثٌ يَوْماً بِسَابِقِ مَغْنَمٍ ولا سُرْعَتِي يَوْماً بِسَابِقَة ِ الرَّدَى



13-عامِر بن الطُفَيل
70 ق. هـ - 11 هـ / 554 - 632 م
عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر العامري، أبو علي، من بني عامر بن صعصعة.
فارس قومه وأحد فتاك العرب وشعرائهم وساداتهم في الجاهلية. ولد ونشأ بنجد، خاض المعارك الكثيرة.
أدرك الإسلام شيخاً فوفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المدينة
بعد فتح مكة، يريد الغدر به، فلم يجرؤ عليه، فدعاه إلى الإسلام فاشترط أن
يجعل له نصف ثمار المدينة وأن يجعله ولي الأمر من بعده، فرده، فعاد حانقاً
ومات في طريقه قبل أن يبلغ قومه.

( إني وإنْ كنتُ ابنَ سَيّدِ عَامِرٍ )
إني وإنْ كنتُ ابنَ سَيّدِ عَامِرٍ وفارِسَهَا المَنْدوبَ في كلّ مَوكِبِ
فَما سَوّدَتْني عامٍرٌ عَنْقَرابَةٍ أبَى اللهُ أنْ أسْمُو بأُمّ ٍ ولا أبِ



14 - عمرو بنِ كُلثوم
? – 40 ق. هـ / ? - 584 م
عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتّاب، أبو الأسود، من بني تغلب وأمه بنت المهلهل.
شاعر جاهلي، من الطبقة الأولى، ولد في شمالي جزيرة العرب في بلاد ربيعة وتجوّل فيها وفي الشام والعراق ونجد.
كان فارسًا شجاعًا مقدامًا، ساد قومه منذ أن كان صغيرًا، وكان شديد
الافتخار بنفسه، شديد الإعجاب، ذا اندفاعية وحمية، فهو الذي قتل عمرو بن
هند ملك الحيرة. تعد معلقته من أجود شعر العرب، قيل إنها بلغت الألف بيت،
غير أنه لم يصل منها للرواة إلا القليل، وفيها من الفخر والحماسة العجب،
مات في الجزيرة الفراتية. أشهر شعره معلقته التي يقول مطلعها:
ألا هُبّي بصحنك فاصبحينا ولاتبقي خمور الأندرينا
مشعشعة كأن الحصّ فيها إذا ما الماء خالطها سخينا
ثم يقول:
أبا هندٍ فلا تعْجل علينا وأنظرنا نُخَبِّرْك اليقينا
بأنا نورد الرايات بيضا ونُصدرهن حمرا قد روينا
وأيام لنا غر طوال عصينا الملك فيها أن ندينا
ثم يقول:
وأنا المطعمون إذا قدرنا وأنا المهلكون إذا ابتلينا
وأنا المانعون لما أردنا وأنا النازلون بحيث شينا
ونشرب إن وردنا الماء صفوا ويشرب غيرنا كدرا وطينا
إلى أن يقول:
ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا
لنا الدنيا ومن أضحى عليها ونبطش حين نبطش قادرينا


قال في ثمار القلوب: كان يقال: فتكات الجاهلية ثلاث: فتكة البراض بعروة،
وفتكة الحارث بن ظالم بخالد بن جعفر، وفتكة عمرو بن كلثوم بعمرو بن هند
الملك، فتك به وقتله في دار ملكه وانتهب رحله وخزائنه وانصرف بالتغالبة إلى
بادية الشام ولم يصب أحد من أصحابه.



15 - زُهَير بن أبي سُلمَى
? - 13 ق. هـ / ? - 609 م
زهير بن أبي سلمى ربيعة بن رباح المزني، من مُضَر، جاهليٌ من شعراء
المعلقات، اختلف الرواة في نسبه، فبعضهم ينسبه إلى غطفان، وآخرون يردونه
إلى مزينة، ولا يعرف بالتحديد متى وُلِدَ، ولكن يجمع الرواة على أنه عاش في
الفترة التي سبقت ظهور الإسلام، وأنه شهد حرب داحس والغبراء ويوم جبلة.
كما عاصر نفرًا من شعراء العصر الجاهلي منهم النابغة الذبياني، وأوس بن
حجر، وعنترة بن شداد العبسي. ونستنتج من شعره أنه عمّر طويلاً.
تزوجت أمه بعد أبيه من الشاعر أوس بن حجر التميمي، وكان زهير راوية له. وفي
حياة زهير لمع شاعر آخر انقطع له زهير وأخذ عنه وأعجب بشعره ، ذلك هو خاله
بشامة بن الغدير. وكان من أحزم الناس رأيًا، لذلك كانت غطفان تستشيره إذا
أرادت الغزو وتصدر عن رأيه.

وقد انقطع زهير لهرم بن سنان، وقال فيه جل مدائحه، وشهد حرب داحس والغبراء بين عبس وذبيان،ونظم فيها معلقته التي مطلعها:
أَمِنْ أُمِّ أَوْفَى دِمْنَـةٌ لَمْ تَكَلَّـمِ بِحَـوْمَانَةِ الـدُّرَّاجِ فَالمُتَثَلَّـمِ
وَدَارٌ لَهَـا بِالرَّقْمَتَيْـنِ كَأَنَّهَـا مَرَاجِيْعُ وَشْمٍ فِي نَوَاشِرِ مِعْصَـمِ
وقد مدح فيها هرم بن سنان والحارث بن عوف؛ لأنهما تحملا الديات، وسعيا
لإحلال السلم. وفي قصيدته إشادة بصنيع الرجلين، وتنفير من الحرب، وتحذير من
الغدر والخيانة، وتذكير للمتحاريين بأخطار الحرب وويلاتها. وختم قصيدته
بطرح تجاربه في أبيات تفيض بالحكمة، وهي خلاصة تجربته
على مدى ثمانين حولاً.
حكيم الشعراء في الجاهلية وفي أئمة الأدب من يفضّله على شعراء العرب كافة.
قال ابن الأعرابي: كان لزهير من الشعر ما لم يكن لغيره: كان أبوه شاعراً،
وخاله شاعراً، وأخته سلمى شاعرة، وابناه كعب وبجير شاعرين، وأخته الخنساء
شاعرة.
ويحظى شعر زهير بتقدير النقاد لأسباب فنية وأخلاقية؛ فأما الفنية فإنها
تتصل بعنايته بشعره وحرصه على تنقيحه، حتى عرفت بعض قصائده بالحوليات؛ فقد
كان يعيد النظر في بنية القصيدة، وفي صورها الجزئية ومعجمها اللفظي،
وينقحها قبل أن يظهرها للناس.
وأما الأسباب الأخلاقية، فإنها تتصل بقيمتي الصدق والإخلاص في التعبير
عنده، ولذا أعجب عمر بن الخطاب رضي الله عنه بشعر زهير للصدق في منطقه،
ولأنه لايحسن في صناعة الشعر أن يُعطى الرجل فوق حقه من المدح.
ومن أعمق شعره وأشده تأثيرًا في النفس تلك الأبيات من معلقته التي يصدر فيها عن تجربة في الحياة ومعرفة بالأحياء من حوله. يقول:
سئمت تكاليف الحياة ومن يعشْ ثمانين حولاً لا أبالك يسأم
وأعلم مافي اليوم والأمس قبلَه ولكنني عن علم مافي غدٍ عَمِ
رأيت المنايا خبط عشواء من تصبْ تُمتِه ومن تخطئْ يُعَمَّرْ فيهرَمِ
ومن لم يُصانعْ في أمور كثيرةٍ يضرّس بأنياب ويَوُطأ بمَنسْمِ
ومن يجعل المعروف من دون عْرضِه يَفِرْه ومَنَ لايتّقِ الشتم يُشتَمِ
وأما أبياته التي مدح بها حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري فقد أضحت المثال
الكامل لشعر المدح الذي رام الشعراء من بعده الوصول إليه فلم يدركوه. تقول:
وأبيض فياضٍ يداه غمامةٌ على معتفيه ماتغبّ فواضِلهُ
بكرتُ عليه غدوةً فرأيتهُ قعودًا لديه بالصريم عواذله
يُفَدِّينه طورًا وطورًا يَلمنه وأعيا، فما يدرين أين مخاتله
تراه إذا ماجئتهُ متهللاً كأنك تعطيه الذي أنت سائلهُ
ويقال : إن أبياته في آخرها تشبه كلام الأنبياء.



16 - سَلامَة بن جَندَل
? - 23 ق. هـ / ? - 600 م
سلامة بن جندل بن عبد عمرو، أبو مالك، من بني كعب بن سعد التميمي.
شاعر جاهلي من الفرسان، من أهل الحجاز. في شعره حكمة وجودة، يعد في طبقة المتلمس، وهو من وصاف الخيل.
( أَودَى الشَّبابُ ، حَميدا ، ذو التَّعاجِيبِ )
أَودَى الشَّبابُ ، حَميدا ، ذو التَّعاجِيبِ أودى ، وذلك شأوٌ غيرُ مطلوبِ
وَلَّى حَثيثا ، وهذا الشَّيبُ يَطلبُهُ لو كَانَ يُدرِكُه رَكَضُ اليَعاقِيبِ


17 - عَبيد بن الأبرَص
? - 22 ق. هـ / ? - 600 م
عبيد بن الأبرص بن عوف بن جشم الأسدي، أبو زياد، من مضر. من فحول الشعراء
الجاهليين. نشأ في بني أسد في نجد، وكان شاعرهم. وأخبار عبيد في المصادر
قليلة، ويغلب عليها طابع الأساطير والأقاصيص الشعبية. وقد عني المستشرق
السير تشارلز ليال بأخباره وشعره. فقال في مقدمة تحقيقه لديوانه: "وليس
لدينا أخبار عن تفاصيل حياة عبيد، غير ماجاء في قصائده، ومن الواضح أن
الأخبار التي تروى عنه خرافية، ولاتحمل طابع الصدق".
وقد جعله ابن سلام في الطبقة الرابعة من فحول العصر الجاهلي مع طرفة بن
العبد وعلقمة بن عبدة وعدي بن زيد، وتحدث عنه وعن شعره فقال: وعبيد بن
الأبرص، قديم عظيم الذكر، عظيم الشهرة، وشعره مضطرب ذاهب، لا أعرف له إلا
قوله:
( معلقة عبيد بن الأبرص )
أَقـفَـرَ مِـن أَهلِـهِ مَلحـوبُ فَالقُـطَـبِـيّـاتُ فَالـذُّنـوبُ
أَرضٌ تَـوارَثَـهـا الـجُـدودُ فَكُـلُّ مَـن حَلَّهـا مَحـروبُ
وعدَّ ابن قتيبة هذه القصيدة أجود شعره وهي عنده إحدى المعلقات السبع. ولم
يذكر أحد أنها من المعلقات غيره، وهي آخر القصائد العشر في شرح التبريزي،
وأدخلها صاحب جمهرة أشعار العرب في المجمهرات التي ذكرها بعد المعلقات.
وذكره أبو الفرج فقال: شاعر فحل فصيح من شعراء الجاهلية، وعَدَّه ابن رشيق
من مشاهير الشعراء ومن المقلين أصحاب الواحدة. وقد لاحظ المستشرق الإنجليزي
ليال في مقدمته الدقيقة التي صدَّر بها ديوانه الذي حققه ونشره سنة 1913م
أن معظم قصائد عبيد من تأليف رجل متقدم في السن؛ ينظر إلى شباب يعده من
أجمل المراحل التي قام فيها بجلائل الأعمال. كما لاحظ في لغة القصائد قدرًا
من الشخصية الذاتية يكفي للدلالة على صحتها، وأشار إلى أسلوبه فقال:
طبيعي، وسهل، لا يتجلى فيه التكلف الذي أغرم به الأدباء فيما بعد•.
ومن جميل قوله في معلقته أبياته التي تشف عن حكمة وتجربة:
وكل ذي نعمةٍ مخلوسُها وكل ذي أمل مكذوبُ
وكل ذي إبل موروثها وكل ذي سلبٍ مسلوبُ
وكل ذي غيبةً يؤوبُ وغائب الموت لا يغيبُ
ساعد بأرضٍ ماكنت فيها ولاتقلْ إنني غريبُ
قد يُوصَلُ النازح النائي وقد يُقْطَعُ ذو السُّهْمَة القريبُ
عاصر امرؤ القيس وله معه مناظرات ومناقضات، وعمّر طويلاً حتى قتله النعمان بن المنذر وقد وفد عليه في يوم بؤسه.
( معلقة عبيد بن الأبرص )
أَقـفَـرَ مِـن أَهلِـهِ مَلحـوبُ فَالقُـطَـبِـيّـاتُ فَالـذُّنـوبُ
أَرضٌ تَـوارَثَـهـا الـجُـدودُ فَكُـلُّ مَـن حَلَّهـا مَحـروبُ


18 - الحارث بن حلزة
? - 50 ق. هـ / ? - 570 م
هوالحارث بن حِلِّزَة بن مكروه بن يزيد اليشكري الوائلي، شاعر جاهلي من أهل
بادية العراق،من بني يَشْكُر، من بكر بن وائل، عاصر عمرو بن هند. قليل
النظم واشتهر بمعلقته
آذنتنا ببينِها أسماءُ رُبَّ ثَاوٍ يُملُّ منه الثَّوَاءُ
بَعْدَ عَهْدٍ لَنَا بِبُرْقَة ِ شَمّاءَ فَأَدْنَى دِيارِها الخَلْصاءُ
وتذكر المصادر أن الحارث قال قصيدته هذه وهو ابن مائة وخمس وثلاثين سنة.
وكان شاعر بكر وسيدًا من سادتها، خلَّف ديوانًا صغيرًا. إلا أن معلقته
تُعَدُّ من مفاخر العرب. فقد جاء في خزانة الأدب أن معاوية بن أبي سفيان
قال: ¸قصيدة عمرو بن كلثوم وقصيدة الحارث بن حلِّزة، من مفاخر العرب، كانتا
معلقتين بالكعبة دهرًا•. وصنفه ابن سلام في الطبقة السادسة من شعراء
الجاهلية مع عمرو بن كلثوم وعنترة بن شداد العبسي، وسويد بن أبي كاهل،
وعدهم من أصحاب الواحدة.
كان أبرص فخوراً، ارتجل معلقته بين يدي عمرو بن هند الملك بالحيرة، جمع بها
كثيراً من أخبار العرب ووقائعهم حتى صار مضرب المثل في الافتخار، فقيل:
أفخر من الحارث بن حلّزة.
تزعم الروايات أن الحارث ارتجل هذه القصيدة أمام عمرو بن هند، إلا أن أكثر
الدارسين المحدثين يخالفون القدماء نظريتهم تلك؛ لأن القصيدة تمتاز بتنسيق
أفكارها، وترتيب أجزائها ترتيبًا دقيقًا مع سردها الحوادث التاريخية بأحكام
ورويَّة، مما يرجح أنها ليست مرتجلة. كما يغلب عليها جودة اللفظ وقوة
المتن، مما يُرجِّح أن الشاعر فكر فيها طويلاً قبل نظمها. ومن جميل أبياتها
قوله
وأتَانَا من الحوادث والأنْبَاء خَطْبٌ نُعْنَى به ونُسَاءُ
إنّ إخْوانَنَا الأراقِمَ يَغْلون علينا في قِيلهِمْ إحفَاءُ
يَخْلِطُون البَريءَ منا بذي الذنْب ولاينفعُ الخليَّ الخلاء
زعموا أنّ كلَّ من ضرب الَعيْر مُوالٍ لنا وأنّا الولاءُ

أجْمَعوا أمْرَهُم عِشَاءً فلما أصبحوا أصْبَحَتْ لهم ضَوْضاءُ



19 - الخِرنِقِ بِنتِ بَدر

? - 50 ق. هـ / ? - 574 م
الخرنق بنت بدر بن هفان بن مالك من بني ضبيعة، البكرية العدنانية.
شاعرة من الشهيرات في الجاهلية، وهي أخت طرفة ابن العبد لأمه.
وفي المؤرخين من يسميها الخرنق بنت هفان بن مالك بإسقاط بدر، تزوجها بشر بن
عمرو بن مَرْشَد سيد بني أسد وقتلهُ بنو أسد يوم قلاب (من أيام الجاهلية)،
فكان أكثر شعرها في رثائه ورثاء من قتل معه من قومها ورثاء أخيها طرفة.
عَدَدْنالهُ خَمْسا وعشرين حجَّة ...ً فلما توفاها استوى سيداً ضخما
فُجِعْنا به لما انتظرْنا إيابهُ... على خيرِ حالٍ لا وليداً ولا قحما


20 - السُليَك بن السَلَكَة
? - 17 ق. هـ / ? - 606 م
السليك بن عمير بن يثربي بن سنان السعدي التميمي.
والسلكة أمه، فاتك عدّاء، شاعر أسود، من شياطين الجاهلية يلقب بالرئبال، كان أعرف الناس بالأرض وأعلمهم بمسالكها.
له وقائع وأخبار كثيرة إلا أنه لم يكن يغير على مُضَر وإنما يغير على اليمن فإذا لم يمكنه ذلك أغار على ربيعة.
قتلهُ أسد بن مدرك الخثعمي، وقيل: يزيد بن رويم الذهلي الشيباني .
( لحى اللَّهُ صُعلوكاً، إذا جَنّ ليلُهُ)
لحى اللَّهُ صُعلوكاً، إذا جَنّ ليلُهُ... مصافي المشاشِ، آلفاً كلَّ مجزرِ
يَعُدّ الغِنى من نفسه، كلّ ليلة ...أصابَ قِراها من صَديقٍ ميسَّر




21 - السَمَوأل
? - 64 ق. هـ / ? - 560 م
السموأل بن غريض بن عادياء الأزدي.
شاعر جاهلي حكيم من سكان خيبر في شمالي المدينة، كان يتنقل بينها وبين حصن له سماه الأبلق.
أشهر شعره لاميته وهي من أجود الشعر، وفي علماء الأدب من ينسبها لعبدالملك بن عبدالرحيم الحارثي.
هو الذي أجار امرؤ القيس الشاعر من الفرس.
إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَميلُ
وَإِن هُوَ لَم يَحمِل عَلى النَفسِ ضَيمَها فَلَيسَ إِلى حُسنِ الثَناءِ سَبيلُ


22 - الشنفرى
? - 70 ق. هـ / ? - 554 م
عمرو بن مالك الأزدي، من قحطان.
شاعر جاهلي، يماني، من فحول الطبقة الثانية وكان من فتاك العرب وعدائيهم، وهو أحد الخلعاء الذين تبرأت منهم عشائرهم.
قتلهُ بنو سلامان، وقيست قفزاته ليلة مقتلهِ فكان الواحدة منها قريباً من
عشرين خطوة، وفي الأمثال (أعدى من الشنفري). وهو صاحب لامية العرب، شرحها
الزمخشري في أعجب العجب المطبوع مع شرح آخر منسوب إلى المبرَّد ويظن أنه
لأحد تلاميذ ثعلب.
وللمستشرق الإنكليزي ردهوس المتوفي سنة 1892م رسالة بالانكليزية ترجم فيها قصيدة الشنفري وعلق عليها شرحاً وجيزاً .

( أقيموا بني أمي صدورَ مطيَّكمْ )
أقيموا بني أمي ، صدورَ مَطِيكم... فإني ، إلى قومٍ سِواكم لأميلُ !
فقد حمت الحاجاتُ ، والليلُ مقمرٌ... وشُدت ، لِطياتٍ ، مطايا وأرحُلُ؛





23 - عَنتَرَة بن شَدّاد
? - 22 ق. هـ / ? - 600 م
عنترة بن شداد بن عمرو بن معاوية بن قراد العبسي.
أشهر فرسان العرب في الجاهلية ومن شعراء الطبقة الأولى وفارس من فرسان بني
عبس و هو من أهل نجد. ارتبط اسمه وسيرته بحبه لعبلة ابنة عمه. أما أمه
فجارية سوداء من الحبشة تدعى زبيبة تملَّكها شداد فأنجبت له عنترة، ولكنه
على عادة العرب في الجاهلية إذا كان للرجل ولد من أَمة استُعبد، ولذا عُدَّ
من العبيد، سرى إليه السواد منها. وكان من أحسن العرب شيمة ومن أعزهم
نفساً، يوصف بالحلم على شدة بطشه، وفي شعره رقة وعذوبة.
يُكَنى عنترة بكنيتين لم تشيعا كثيرًا وهما؛ أبو المعايش وأبو أوفى. وكان
عنترة من أشد أهل زمانه وأجودهم بما ملكت يداه. وقد دعاه أبوه وألحقه بنسبه
بسبب غارة لبعض أحياء العرب على قومه بني عبس أظهر فيها عنترة شجاعة
فائقة.

وقد عانى عنترة العبودية التي طوقت عنقه، ثم نال حريته بعد أن قدَّم
التضحيات، وأظهر بطولة فذة وشجاعة نادرة كانت مضرب الأمثال. وعنترة أحد
أبطال حرب داحس والغبراء، فقد خلدها بشعره ووصف أحداثها مفتخرًا بفروسيته
وأفعاله. وكما وقع الخلاف في نسبه وأخبار زواجه من عبلة، وقع أيضًا في
أخبار وفاته، والراجح عند الرواة أنه قُتل، وكان ذلك قبل الإسلام بقليل.
وشعر عنترة رَجْعٌ مباشر لمعاناته النفسية، يمتلئ بالحديث عن شمائله
وأخلاقه الكريمة. ومعلقته ـ وهي من أصح قصائده ـ ترسم صورة خلقية كاملة له.
ففيها أسرف عنترة في الحديث عن وقائعه، ونعت نفسه بأجمل الأوصاف مُظهرًا
أخلاقه وكرمه، وجميل فعاله وبطولاته. ويظهر في العديد من أبيات القصيدة أثر
الصراع العنيف بين حب عنترة لعبلة، وسواد لونه وصحة نسبه، فقد ظلمته
القبيلة، وتنكرت له الحبيبة، فتسامى في خُلقه وفي حبّه، وتغلّب على جروحه
وآلامه، فأخذ يردد على مسامع عبلة مكارمه، ويظهر لها مواقفه في مبارزة
الأبطال.
وفي القصيدة ـ التي عدّها ابن سلام نادرة ـ جمع عنترة بين ألفاظ الحب
وألفاظ الحرب، وكان خطابه دائمًا موجهًا إلى المرأة التي أنكرته ورفضت حبه،
وهو حبٌ على حافة الخطر، يظهر فيه وجه الفارس العاشق.
يقول في مطلع معلقته الشهيرة:
هل غادر الشعراء من متردّم أم هل عرفت الدار بعد تَوَهُّمِ
ثم يقول لمحبوبته عبلة
أثني عليَّ بما علمت فإنني سهل مخالقتي إذا لم أُظْلَمِ
فإذا ظُلمت فإن ظلمي باسل مرٌّ مذاقته كطعم العلقم
ثم يقول:
ولقد ذكرتُك والرماح نواهلٌ مني وبيض الهند تقطر من دمي
فوددت تقبيل السيوف لأنها لمعت كبارق ثغرك المُتَبَسِّم
ثم يقول مفتخرًا بشجاعته في القتال:
يدعون عنتر والرماح كأ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
معلومات العضو
Admin

Admin

اداري

اداري
معلومات إضافية
عدد المساهمات : 995
نقاط : 6784
تاريخ التسجيل : 24/12/2010
الموقع : a7bab.canadian-forum.com
معلومات الاتصال
https://a7bab.canadian-forum.com
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة شعراء الجاهلية   موسوعة شعراء الجاهلية Clock13الثلاثاء مايو 01, 2012 11:35 am


شكرا لك على الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
معلومات العضو
mohamed kadiri

mohamed kadiri



معلومات إضافية
عدد المساهمات : 524
نقاط : 5659
تاريخ التسجيل : 28/12/2010
معلومات الاتصال
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة شعراء الجاهلية   موسوعة شعراء الجاهلية Clock13السبت مايو 05, 2012 12:05 am


شكرا موضوع رائع جدا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
»  اكبر موسوعة للبحوث الجاهزة

خدمات الموضوع
 KonuEtiketleri كلمات دليليه
موسوعة شعراء الجاهلية , موسوعة شعراء الجاهلية , موسوعة شعراء الجاهلية ,موسوعة شعراء الجاهلية ,موسوعة شعراء الجاهلية , موسوعة شعراء الجاهلية
 KonuLinki رابط الموضوع
 Konu BBCode BBCode
 KonuHTML Kodu HTMLcode
صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى أحباب العرب :: الاقسام العلمية و التعليمية :: منتدى البحوث و العروض التعليمية-