تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس والرئاسة الفعلية للأميرة للا مريم، انعقدت الدورة الوطنية السابعة لبرلمان الطفل تحت شعار: العيش في بيئة سليمة: حق والتزام ،في الفترة الممتدة بين 17- 23 أكتوبر الجاري.
وقد انطلقت أشغال هذه الدورة يوم الاثنين 18 أكتوبر على ضوء الجلسة الافتتاحية التي حضرها وزير الشباب والرياضة منصف بلخياط، الكاتب العام المكلف بالقطاع المدرسي يوسف بلقاسمي، النائبة الأولى لرئيسة المرصد الوطني لحقوق الطفل، المدير التنفيذي للمرصد الوطني لحقوق الطفل سعيد الراجي، الذين أشادوا بالمجهودات الجبارة التي يقوم بها الأطفال البرلمانيون في سبيل رصد واقع الطفولة المغربية وتفعيل ثقافة حقوق الطفل وإعمال اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل.
ومن أجل استخلاص الأولويات الوطنية للطفولة، والتي ستطرح على شكل أسئلة تركيبية على الحكومة في الجلسة الرسمية بمقر مجلس النواب، قمنا بالاشتغال في خمس ورشات: ورشة التربية والتكوين، ورشة الصحة، ورشة الحماية، ورشة تفعيل دور برلمان الطفل محليا وجهويا، ورشة البيئة. وبعد استخلاص هذه الأولويات، تكلفت لجنة التحكيم المنبثقة عن برلمان الطفل بصياغة الأسئلة واختيار من سيطرحها في قبة البرلمان. كما تضمنت أشغال هذه الدورة تحديد المبادرات الرائدة للجهات في مجال الطفولة.
وتنفيذا لمبادرة برلمان الطفل برئاسة الأميرة للا مريم ومؤسسة محمد السادس لحماية البيئة برئاسة الأميرة للا حسناء، الرامية إلى جعل حماية البيئة من أولويات الأطفال البرلمانيين، خصص لهذا الموضوع حيز زمني مهم، حيث امتدت أشغاله على مدى يومين في خمس ورشات: البيئة بفضاءات التربية والتكوين، البيئة بفضاءات الصحة، البيئة بفضاءات الشباب والرياضة، البيئة بالمحيط الخارجي، البيئة بالمحيط الساحلي. وفي إطار هذه الورشات، رصدنا وضعية البيئة بهذه الفضاءات التي خلصنا إلى أنها تعاني من عدة مشاكل، كما قدمنا جملة من التوصيات والحلول العملية، نذكر منها: إدماج التربية البيئية في المقررات الدراسية، إبعاد المصانع عن التجمعات السكنية والتعليمية، اعتماد الطاقة المتجددة، إنشاء صندوق لجمع التبرعات لحماية البيئة، استبدال وسائل النقل الملوثة بأخرى ايكولوجية ، تطوير البنيات التحتية البيئية، تدبير النفايات .
وفي اليوم الخامس من الدورة، اشتغلنا على مشروع القافلة الوطنية للطفل والبيئة التي ستعبر جميع جهات المملكة في السنة المقبلة، والتي سينظمها الأطفال البرلمانيون القدامى والجدد تحت إشراف المرصد الوطني لحقوق الطفل ومؤسسة محمد السادس لحماية البيئة. وتروم هذه القافلة الممتدة على مدى سنتين إشراك الأطفال من مختلف الفئات في حماية البيئة والفضاءات الطبيعية، إضافة إلى ترسيخ ثقافة المشاركة الإيجابية للأطفال، وإكسابهم ثقافة بيئية، وتنمية قدراتهم في مجال إعادة التدوير. وستتضمن القافلة، التي ستتنقل من مؤسسة تعليمية إلى أخرى في الدائرة الانتخابية للطفل البرلماني، أنشطة متنوعة: تنظيم معرض متنقل حول ثقافة حقوق الطفل والحملات والأوراش البيئية، وأوراش محلية للتشجير، وحملات نظافة، ومسابقات فنية ورياضية، وخرجات استطلاعية واستكشافية، فضلا عن عقد ندوات ومحاضرات حول ثقافة حقوق الطفل والبيئة والتنمية المستدامة وتقديم مسرحيات وأناشيد توعوية.
ويوم السبت 23 أكتوبر الجاري، اليوم الذي انتظرناه لمدة سنتين، انعقدت الجلسة الرسمية لهذه الدورة بمقر مجلس النواب بالرباط، وذلك تحت رئاسة الأميرة للا مريم. تميزت هذه الجلسة بتلاوة الأميرة للرسالة الملكية التي نوه فيها الملك محمد السادس بما حققته الدورات الجهوية لبرلمان الطفل من نتائج ايجابية خلال السنتين الفارطتين، كما أعرب عن إشادته بانخراطنا، نحن الأطفال البرلمانيون، في تعميق التوعية البيئية في الأجيال الصاعدة. وبعد ترحيب رئيس مجلس النواب عبد الواحد الراضي بالأميرة للا مريم وتقديره لمساعيها النبيلة والموفقة والناجحة في مجال النهوض بالطفولة، قدم الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان عرضا حول حصيلة الإنجازات الحكومية في السنتين الفارطتين ردا على أسئلة الفوج السابق من الأطفال البرلمانيين التي همت القطاعات التالية: التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، والشباب والرياضة، والتشغيل والتكوين المهني، والاتصال، والتربية الوطنية، والصحة.
بعد ذلك انطلقت جلسة الأسئلة الشفوية التي تقدم بها الأطفال البرلمانيون إلى بعض أعضاء الحكومة، والتي شملت القطاعات التالية: الداخلية، والعدل، والطاقة والمعادن والماء والبيئة، والصحة، والتربية الوطنية، والتنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، والشبيبة والرياضة، والجالية المغربية المقيمة بالخارج.
وبعد انتهاء فقرة الأسئلة، تمت تلاوة نداء برلمان الطفل لحماية البيئة، الذي دعا فيه أعضاء برلمان الطفل إلى تكثيف مشاركة الأطفال في النهوض بالثقافة البيئية. كما دعوا إلى إعمال مبادئ الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة.
وفي ختام الجلسة، قدم الأطفال البرلمانيون برقية ولاء وإخلاص مرفوعة إلى الملك محمد السادس عبروا فيها عن امتنانهم لما يوليه من رعاية لقضايا الطفولة المغربية وحرصه على تقدم المغرب وازدهار وكرامة أبنائه.
كما تم الإعلان فيها عن استصدار إعلان برلمان الطفل حول البيئة، الذي سجل فيه الأطفال البرلمانيون التزامهم بمسؤولية تمثيل الطفولة المغربية وانشغالهم بكل ما له صلة بشروط التنشئة المواطنة وانخراطهم في دعم مجهودات مؤسسات الدولة والمجتمع المدني لحماية البيئة والفضاءات الطبيعية، استمدادا من توجيهات الملك محمد السادس في موضوع المسؤولية الوطنية للحفاظ على التوازن الإيكولوجي للمغرب.
وبعد انتهاء الجلسة، قامت الأميرة للا مريم بزيارة المعرض الوطني حول البيئة الذي يتضمن منجزات الأطفال ،من مختلف جهات المملكة، في هذا المجال.